يشهد الدرس اللساني الحديث أيامنا هذه تطورا متسارعا أفضى إلى تشعب التخصصات وتداخلها. لكن ذلك لا يمنع منهجيا من المحافظة على اتجاهات لسانية تهتم بالنظريات التجريدية، واتجاهات أخرى تطبيقية تفيد من المبادئ النظرية في مجالات مختلفة لعل أهمها بالنسبة إلينا تعلم اللغة الثانية عموما والعربية على وجه الخصوص.ولعلنا، باعتبارنا مهتمين بتدريس العربية لغة ثانية ، في حاجة إلى أن نستفسر عن مدى مواكبتنا في هذا المجال لتطور النظريات اللسانية ذات الصلة باكتساب اللغات وتعليمها.
فضلا عن ذلك يساهم التقدم التكنولوجي في تجديد الوسائل المتاحة في مجال اللغة الثانية . فلا شك أن الوسائل السمعية البصرية والذكاء الاصطناعي يوفران للمعلم والمتعلم مالم يكن يتوفر لهما في الطرق التعليمية التقليدية. ويبدو أننا اليوم في حاجة إلى تقييم المناهج الحديثة الموظفة في تعليم اللغة الثانية حتى يمكن الفصل بين ما أثبتت التجربة فائدته وما هو غير مفيد.
ويعدّ تعليم اللغة العربية لغة ثانيه مجالا متخصصا في مجال اللسانيات التطبيقية. ويدعو القول بهذا التخصص إلى افتراض وجود فروق تميزه عن تخصصات أخرى نحن في حاجة إلى تحديدها و التصريح بها، وعمل الأدوات المنسجمة معها سواءً على مستوى إعداد المقررات ، أو وضع الكتب التعليمية المستخدمة في التدريس ، أو وضع المعاجم ذات الصلة بتعليم العربية لغة ثانية. كما أننا بحاجة إلى التعرّف على المدى الذي تستجيب فيه الأدوات الثلاث السابقة الذكر لمقتضيات تعليم اللغة الثانية.